يعد السكري من الأمراض الشائعة التي تصيب حوالي 30 مليون إنسان حول العالم أكثرهم لا يعلمون أنهم مصابون به، وتشير التقديرات إلى أن ضبط معدلات السكر في الدم قد تقى هؤلاء المرضى من مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية والذبحة الصدرية والفشل الكلوي.
ويحذر الأطباء باستمرار من الوسائل التي تزيد معدلات السكر في الدم ومنها أدوية الأمراض النفسية وما تسببه من آثار جانبية خطيرة، حيث أكد باحثون أمريكيون أن معدلات السكر في الدم ترتفع لدى الأشخاص الذين يتناولون أدوية لهذا النوع من الأدوية.
وتوصل الدكتور مايكل سيرنياك وزملاؤه من الفريق التابع لجامعة نيو هيفن في ولاية كونيتيكات الأمريكية إلى أن 153 مريضا عانوا من ارتفاع سريع في معدلات السكر في الدم، من بين 647 شخصا يتعاطون مثل هذه الأدوية ولا يعانون من ارتفاع سكر الدم.
وتوصل الباحثون إلى أن مستويات سكر الدم كانت طبيعية في 70% من عينات المرضى الذين خضعوا للفحص، ومرتفعة في 25% منهم ومرتفعة جدا في نحو خمسة في المائة منهم.
ووجد الباحثون أن المرضى الذين يتناولون الدواء المسمى "كلوزاريل" المستخدم لعلاج الأمراض النفسية، يعانون من ارتفاع في معدلات السكر في الدم على نحو أكبر من أولئك الذين يتناولون أدوية أخرى.
من جهة أخرى، أكدت الدراسات الحديثة على أهمية ضبط مستوي السكر بالدم لفترات طويلة بالعلاج المنتظم لحماية مريض السكري من مضاعفاته الخطيرة.
وأشارت الأبحاث التي ناقشها المؤتمر الثامن والستين للجمعية الأمريكية لمرض السكري الذي عقد مؤخرا بسان فرانسيسكو، إلي فاعلية بعض الأدوية الحديثة لمرضي السكري من النوع الثاني ودورها في رفع حساسية الجسم لعمل الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس، مما يؤدي إلي استفادة الجسم من الجلوكوز وتقليل السكر لمعدلاته الطبيعية بالدم, وحذر الأطباء من الآثار الجانبية لبعض هذه الأدوية خاصةً لمرضي هبوط عضلة القلب.
وحذر الدكتور شريف حافظ أستاذ الباطنة والسكر بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لمرض السكري، من تناول مريض السكري لأي دواء بناءً علي تجارب مرضي آخرين دون استشارة الطبيب, تجنبا لتعرضه لمشاكل صحية خطيرة, وأكد أن لكل مريض بالسكري علاجاً مختلفاً عن الآخر يحدد حسب حالته الصحية وتاريخه المرضي ومدي استجابته للعلاج.
وأوضح الدكتور إبراهيم الإبراشي مدير المعهد القومي للسكر، إلي ضرورة إجراء مريض السكري لتحليل السكر التراكمي الذي يحدد تركيز السكر في هيموجلوبين الدم علي مدي الثلاثة شهور الأخيرة, وعدم الاعتماد فقط علي تحليل السكر العشوائي منعاً لحدوث المضاعفات التي تؤثر علي جميع أجزاء الجسم بداية من الكبد والكلي حتي العين والتهاب الأعصاب, كما تسبب الإصابة بأمراض القلب, مؤكدا أهمية التشخيص المبكر لمرضي السكري إلي جانب التوعية المستمرة وإعطاء الإرشادات التي تقلل من مشاكل هذا المرض، طبقاً لما ورد "بجريدة الأهرام".
وأكد الدكتور مغازي علي محجوب أستاذ الباطنة والسكر بجامعة عين شمس، أهمية انخفاض وزن مريض السكري وممارسته للرياضة وتناول الأغذية الجيدة التي لاتؤدي إلي رفع مستوي السكر في الدم مع تجنب السكريات والدهون.
ومازال الخطر مستمرا ...
ولا تقتصر الآثار الجانبية للأدوية الأمراض النفسية على ارنفاع مستويات السكر في الدم فحسب، بل من الممكن أن تؤدى إلى الالتهاب الرئوي والبدانة وغيرها.
وأظهرت نتائج دراسة أجريت مؤخرا أن أدوية الأمراض النفسية التي يتناولها كبار السن تزيد فرص إصابتهم بالالتهاب الرئوى بنسبة 60% مقارنة بالأشخاص الأصحاء.
وتعطى بعض العقاقير النفسية لكبار السن لتقليل الأعراض السلبية المصاحبة للشيخوخة والخرف فى بعض الحالات، وترتفع نسبة الإصابة بالالتهاب الرئوى بين كبار السن لتصل 30 %.
ويمكن أيضا أن تزيد أدوية الأمراض النفسية ـ وبينها المهدئات وأدوية الاكتئاب ـ الشهية مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
وفي نفس السياق، حذرت إدارة الغذاء و الدواء الأمريكية من استخدام الأدوية النفسية لعلاج مرض الخرف الذهني، حيث ثبت علاقتها بزيادة معدلات الوفاة عند المرضى كبار السن؛ مما يوجب على الأطباء النظر في خيارات علاجية أخرى.
وأشار الباحثون إلى أن هذا الأدوية تزيد من معدل الوفاة لدى المرضى، حيث يدرك الأطباء جيداً أن الأدوية النفسية عموماً غير مجازة لعلاج مرض الخرف الذهني، علاوة على ذلك فإنه لا يوجد دواء معتمد لهذا المرض.
وقامت إدارة الغذاء و الدواء الأمريكية منذ أبريل من عام 2005 بمراجعة معلومات إضافية دلت على تواجد هذا الخطر أيضاً مع الأدوية النفسية التقليدية لدى مرضى الخرف الذهني.
وحذرت دراسة كندية من أن العلاجات التي يتناولها الذين يعانون من الأمراض النفسية أوالمصابون بالاكتئاب يمكن أن تزيد أوزانهم وبالتالي تخلق لهم أمراضاً إضافية هم بغني عنها.
وقال الدكتور دافيد لاو رئيس قسم طب مرض السكري والغدد الصماء والبدانة في جامعة كالجاري لصحيفة "أوتاوا سيتيزن": إن الأدوية الخاصة بعلاج الامراض النفسية تسبب مشكلة كبري للمرضي لأنها تساهم في زيادة أوزانهم.
وأضاف: "إنك تري مرضي تزداد أوزانهم ما بين 4 كيلوجرامات و 81 كيلوجراماً بعد تناولهم لهذه الادوية"، مشيراً إلي أن هذه الادوية لا تزيد بالضرورة أوزان جميع المرضي الذين يتناولونها.
وذكر أن من بين الادوية التي قد تسبب الزيادة في الوزن "كلوزاريل" و "كلوزابين" ، و "زيبراكس" و "سيروكول" وغيرها، مضيفاً بأنه ليس من المعروف بعد السبب الذي يجعل هذه الادوية تزيد أوزان المرضي، مرجحاً أن يكون بعضها فاتح للشهية، أو أن ينشط بعضها الجينات الخاصة بالبدانة أو له علاقة بالاضطرابات المتعلقة بالأنسولين في الجسم.
موضوع: احذر!!....من ادمان الادوية النفسية 
الخميس 02 ديسمبر 2010, 20:29
